السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[ اسم الله الأعظم ]
إن لله تسعة وتسعين اسما ،كما أخبرنا بها النبي :
« إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ »
السؤال .. هل أسمائه جل في علاه محصورة في هذا العدد ؟
(الله أعلم)
غير أني أعتقد أننا يجب أن لا نخوض في هذا ،وإنما نؤمن بأن كل أسماء الله عظيمة ،وأن نثبت ما أثبته نبينا محمد ، ونسكت عما سكت عنه ،وأن نكتفي بدعائه تعالى بهذه الأسماء وفي نفس الوقت لانُنكر أن لله تعالى اسما إذا دُعي به استجاب ،وهو اسم الله الأعظم
وقد دلت الأحاديث على ذلك :
1- عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال :
( اسْمُ اللَّهِ الأَعظَمُ فِي سُوَرٍ مِنَ القُرآنِ ثَلَاثٍ : فِي " البَقَرَةِ " وَ آلِ عِمرَانَ وَ طَهَ ).
رواه ابن ماجه ( 3856 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح ابن ماجه " .
2- عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي ثُمَّ دَعَا " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ " ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى) .
رواه الترمذي ( 3544 ) وأبو داود ( 1495 ) والنسائي ( 1300 ) وابن ماجه ( 3858 )، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".
3- عن بُرَيْدَةَ بنِ الحُصَيْب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ " ، فَقَالَ :
( لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالِاسْمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ) .
رواه الترمذي ( 3475 ) وأبو داود ( 1493 ) وابن ماجه ( 3857 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
...استطراد ...
قصة الرجل الذي عرف اسم الله الأعظم ،وقد أخبرعنه الله تعالى في كتابه الكريم :
قال تعالى :
{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ*َلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }.
[ سورة الأعراف: 175-176 ]
قال ابن مسعود وابن عباس (رضي الله عنهما):
هو بلعام بن باعوراء ، ويقال ناعم ، من بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام .
والقصة بإختصار ...
كان هذا الرجل مجاب الدعوة ،وكان الناس يرجعون إليه ويجلونه ،حتى ضَعُـفت نفسه ،ورضي بالحياة الدنيا ، وأخذ ينتكس ، ويبيع دينه وينسلخ منه ، فلما أقبل موسى في بني إسرائيل يريد قتال الجبارين ، سأل الجبارون بلعام بن باعوراء أن يدعو على موسى
" عليه السلام " فقام ليدعو فتحول لسانه بالدعاء على أصحابه . فقيل له في ذلك ; فقال : (لا أقدر على أكثر مما تسمعون ); واندلع لسانه على صدره، فقال : (قد ذهبت مني الآن الدنيا والآخرة ).
[اللهم ياحي ياقيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ،ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك ، واسألك تعالى باسمك العظيم الذي إذا دُ عيت به اجبت أن تغفرلنا ولأبائنا وأمهاتنا ،وجميع من أحببناهم فيك ، وأن تشملنا بعفوك وكرمك يا عفو أعفو عنا ،وأن تجعلنا ممن كتبت لهم العتق من النار ] .