التوعية البيئية مقياس لتقدم الدول
التوعية البيئية مقياس لتقدم الدول
إنطلاقا من ذلك ، تعتبر التوعية البيئية المقياس الحقيقي لتقدم الدول وحضارتها . والعالم اليوم ليس بحاجة الى التقدم العلمي والتقني فحسب ، وإنما هو بحاجة ماسة ، أيضا ، الى صحوة ضمير ، ونبذ الأنانية ، وإتباع عقيدة الله في نفسه ومجتمعه- يؤكد الأستاذ ساطع الراوي . ويضيف: لقد جعل الله الإنسان خليفته في الأرض ليعمرها ويستثمرها اما فيه خيره وبقائه وتقدمه ، لا ليدمرها ويبدد خيراته
مما تقدم يتبين أن البيئة وعناصرها هي أمانة الحاضر والمستقبل ، ويجب أن تكون هذه الأمانة مسؤولية مشتركة تفرض على كل مواطن أن يتصرف في ضوء التزامه بالمصالح العامة ، فلا تقف مهمته عند حدود بيته أو مكان عمله ، بل تمتد وتنتشر لتشمل حدود كل بيت ، وكل مكان ، بل وتستوعب كل موطئ قدم في الأرض التي يحيا عليها .
من هنا يُعد توضيح المفاهيم البيئية للناس عامة أمرا ضروريا وذا أهمية بالغة بهدف التأكيد على تفاعل البيئة الأرضية ، وتنمية الشعور الأخلاقي بان من واجب البشر جميعا ، بصرف النظر عن أهوائهم وإتجاهاتهم ، العمل بوصفهم سكان كوكب واحد ، وعالم واحد ، والتخطيط لعمل عالمي في هذا المضمار .
يرى السيد ثائر شفيق الامين - مدير التوعية البيئية بوزارة البيئة – أن السنوات الاخيرة شهدت تطورا مهما في المنطلقات الفكرية للتربية البيئية ، بما فيها مفهوم حماية البيئة ، في معناها الضيق الخاص بمكافحة التلوث والتقليل منه ، الى مرحلة انصبت خلالها الاهتمامات على نوعية وقيمة الحياة ، وهو ما يطلق عليه بالنظرة الايجابية بمجمل العوامل الفيزياوية والثقافية والاقتصادية التي تؤثر في الانسان ويتأثر بها ، والمفاهيم التي تؤدي الى ادراك عناصر البيئة بصورة كاملة ، مما يحتم ادخال مفهوم الحفاظ على البيئة السليمة في عمليات التخطيط الاقتصادي والمفاهيم التنموية .
وإرتقى هذا الإهتمام الى الأبعاد الجمالية ، والاجتماعية ، التي تساعد على التكامل الاجتماعي ، والانتفاع بالحياة ، عن طريق الاستغلال الصحيح لموارد البيئة .
وينوه الأمين بحق بان اهتمامنا بتربية جيل جديد ، يساهم بشكل مسؤول وفعال في حماية البيئة والحفاظ عليها ، يتطلب ان نكون مؤمنين بأن مشاكل البيئية لن تجد حلولها في التقنية المتطورةفقط ، بقدر ما تكمن في مجتمع بشري يدرك بأن الحلول درك انما تكمن في معتقدات الفرد ، وقيمته ، وسلوكه ، وفي قدرته على مواجهة هذه القضايا .
ويقع خلق هذا الادراك على عاتق التربية البيئية ، التي تقوم بتشكيل معتقدات النشئ وقيمه ومهاراته . وعلينا ان نتذكر دائما بأن التربية البيئية ليست هي مناهج التعليم التي يدرسها التلاميذ في المدارس ، حسب ، وإنما تشمل ايضا وسائل الاعلام ودورها في خلق المناخ الاعلامي في مجال الاستثمار الايجابي لموارد البيئة .
وان مجال استخدام تلك الوسائل واسع ، ونتائجه مضمونة ومؤكدة ، وعندما نذكر وسائل الاعلام ، فان التلفزيون يكون في مقدمتها ، ومن الممكن استغلال برامج الاطفال لخلق انطباع مبكر لديهم في الحرص على سلامة البيئة بشكل مدروس ومشوق .