عدم تحاذي كبير في نظام متعدد الكواكب

 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

- مقـــال
عدم تحاذي كبير في نظام متعدد الكواكب 

أحد الألغاز التي استمرت لفترة طويلة عند دراسة الكواكب الخارجية, هي عملية تشكل المشتريات الحارة, و هي عبارة عن كواكب عملاقة غازية تدور حول النجوم المضيفة لها. من أجل شرح السبب الكامن وراء قصر الفترة المدارية لها, تقترح النظرية بأن المشتريات الحارة تتشكل عند مدارات طويلة و بعدها تقوم بالهجرة ضمن القرص الكوكبي الأولي, و هو عبارة عن الحلقة المسطحة و المكونة من الغبار و الحطام المحيط بالنجم المولود حديثا. خلال تلك الهجرة تقوم أيضا بجمع تكتلات من الغبار و الحطام لتشكل بالتالي الكوكب بحجمه المعهود كمشتري حار. 

تم تحدي هذه النظرية من خلال اكتشاف أن المستوي المداري للمشتريات الحارة غالبا ما يكون غير متحاذي مع خط استواء النجوم المضيفة. يُفسر العلماء هذا الأمر على أنه دليل على أن المشتريات الحارة تنتج عن مواجهات قريبة و فوضوية مع كواكب أخرى. 
إن الاختبار الحاسم بين هاتين النظريتين يكمن في النظر إلى الأنظمة التي تحتوي أكثر من كوكب: إذا ما كان السبب في عدم التحاذي كامن في الواقع خلف الاضطرابات الديناميكية التي تقود إلى خلق المشتريات الحارة, بالتالي فإن الأنظمة متعددة الكواكب و التي لا يوجد فيها مشتريات حارة يجب أن تكون متحاذية. 

باستخدام البيانات القادمة من تلسكوب كبلر الفضائي التابع لوكالة ناسا, قام فريق بحث دولي بقيادة دانيال هوبر, طالب دكتوراة في مركز آميس للأبحاث في موفيت فيلد, كاليفورنيا, بدراسة كبلر – 56 و هو عبارة عن نجم عملاق أحمر أكبر بحوالي 4 مرات من الشمس و يقع على بعد يصل إلى حوالي 3000 سنة ضوئية عن الأرض. من خلال تحليل الاهتزازات الحاصلة في اللمعان عند نقاط مختلفة من سطح كبلر – 56, اكتشف هوبر و المتعاونين معه أن محور دوران النجم يميل بحوالي 45 درجة عن خط نظرنا. 

يشرح هوبر: " هذا الأمر كان مفاجئا لأننا عرفنا سابقا وجود عبور لكوكبين أمام كبلر -56. يقترح هذا الأمر أن النجم المضيف يجب أن يكون غير متحاذي مع مداري كل من الكوكبين". و يتابع: " ما قمنا بإيجاده كان عدم تحاذي هائل بكل معنى الكلمة في نظام كوكبي خارجي". 
إن المتهم الأساسي في عدم التحاذي هذا, هو وجود مرافق ثالث فائق الكتلة عند مدار طويل, و بالفعل تم الكشف عنه بواسطة مراقبات تلسكوب كيك في ماونا كيا, هاواي. 

يقول دانيال فابريكي, و هو المؤلف المشارك و برفسور في علم الفلك من جامعة شيكاغو: "بيّنت الحسابات الحاسوبية بأن هذا المرافق الخارجي يقوم بتطويق المستويات المدارية للكواكب العابرة بشكل مُركز, الأمر الذي يؤدي و بشكل دوري إلى عدم تحاذي مع خط استواء النجم المضيف". 
تقريبا بعد حوالي 20 سنة على اكتشاف أول مشتري حار, فإن عدم التحاذي الملاحظ في كبلر -56 يُسجل خطوة مهمة نحو توحيد الشرح المتعلق بتشكل المشتريات الحارة. 

يقول هوبر: " نعلم الآن بأن عدم التحاذي لا يقتصر فقط على أنظمة المشتريات الحارة". و يتابع: " سوف تكشف المراقبات اللاحقة فيما إذا كانت آلية الميلان في كبلر-56 هي المسؤول عن عدم التحاذي الذي تم رصده في أنظمة المشتريات الحارة". 
تم نشر نتائج الدراسة في عدد 18-10-2013 من مجلة العلوم.